يبدو بأن أثر التصريحات الإيجابية من أعضاء الفدرالي الأمريكي الأسبوع الماضي لم تدم طويلا حيث انخفض الدولار الأمريكي مقابل معظم العملات الرئيسية خلال تداولات اليوم.
فقد احتلت تصريحات نائب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي ستانلي فيشر عناوين الصحف أمس بعد تقديم توقعات متفائلة بشأن الاقتصاد الأمريكي، قائلا بأن الاقتصاد اقترب من تحقيق أهداف البنك المركزي، ومن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي في الارباع المقبلة مع تعافي الاستثمار من الضعف المفاجئ. هذه التعليقات أدت الى دفع الدولار يوم الاثنين ليواصل تعافيه من أدنى مستوياته في شهرين، لكن الأسواق تبدو غير مقتنعة تماما بأن السياسة النقدية في طريقها الى التشديد وتحتاج إلى التأكيد من رئيسة الفدرالي جانيت يلين التي ستلقي كلمة في جاكسون هول يوم الجمعة. على الرغم من أنها قد تعطي تقييما إيجابيا لتوقعات النمو، لكنني أخشى بأن المستثمرين الذين ينتظرون المزيد من الوضوح بشأن توقيت رفع أسعار الفائدة سيصابون بخيبة أمل، وبالتالي الدولار من المرجح أن يظل تحت بعض الضغط على المدى القصير.
الدولار النيوزيلندي تفوق على جميع العملات الرئيسية اليوم، وارتفع 0.8% امام نظيره الأمريكي بعد أن أشار محافظ بنك الاحتياطي النيوزيلندي "غرايم ويلر" بأن معدلات الفائدة قد لا تنخفض أكثر من ذلك بكثير، حيث أن التخفيضات المستمرة في أسعار الفائدة سيزيد من تأجيج سوق العقارات. خطابه لاقى ترحيبا من قبل المتداولين الذين يستفيدون من الفروقات في أسعار الفائدة عن طريق اقتراض عملة تتمتع بسعر فائدة منخفض لتمويل شراء عملة ذات عائد مرتفع "Carry Trade". اختراق حاجز 0.7341 (أعلى مستوى خلال 15 شهرا) يمكن أن يؤدي إلى مزيد من المكاسب، لكن الأسواق قد تكون على حذر قبل خطاب جانيت يلين يوم الجمعة.
انخفضت أسعار النفط بأكثر من 1٪ على جانبي المحيط الأطلسي بعد خسائر حادة يوم الاثنين بلغت أكثر من 3%. أثر التوقعات حول تجميد الإنتاج كان مبالغا فيه خلال الأسابيع القليلة الماضية والذي دفع الأسعار بأكثر من 20% من أدنى مستوياتها هذا الشهر. المضاربون الذين كانوا المحرك الرئيسي للمكاسب الحادة سيجدون القليل من المبررات التي تدعم المزيد من ارتفاع الأسعار. حتى ولو افترضنا بأنه تم التوصل الى اتفاق بين منظمة أوبك وغيرهم من المنتجين الرئيسيين مثل روسيا على التعاون من أجل تجميد الانتاج عند المستويات الحالية هذا لن يغير الكثير من الأساسيات لان الإنتاج حاليا عن مستوياته القصوى. أتوقع أن يستمر التقلب الحاد في الأسعار خلال الفترة القصيرة المقبلة ولكن أن يبقى التداول في نطاق 45$ - 50$.
تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.