العامل الذي يقف وراء الهبوط المؤلم الذي تعرض له الجنيه الإسترليني في الأسابيع الأخيرة هو التراجع السريع للتوقعات بشأن قيام البنك المركزي البريطاني برفع أسعار الفائدة في اجتماعه اليوم.  

فمنذ شهر واحد فقط، كانت الأسواق تتنبأ باحتمال يزيد عن 90% بزيادة سعر الفائدة البريطانية هذا الشهر. أما اليوم، فهذا الاحتمال قد تراجع إلى أقل من 15%. وكان تراجع التوقعات بشأن رفع سعر الفائدة اليوم قد حدث بسبب البيانات الاقتصادية السلبية وأرقام النمو المخيبة للآمال والتغير في لهجة محافظ البنك المركزي البريطاني مارك كارني.

وفي حين أن بقاء أسعار الفائدة البريطانية كما هي بدون تغيير اليوم هو أمر يكاد أن يكون مفروغًا منه، سينصب الاهتمام على اللغة المستخدمة في بيان السياسة وما إذا كان هناك انقسام في تصويت لجنة السياسة النقدية.

وما يزال الجنيه الإسترليني في منطقة ذروة البيع ويمكن أن يحظى بالدعم إذا جاء بيان البنك المركزي البريطاني متضمنًا "ميلا لتشديد السياسة النقدية في المستقبل" والذي يترك الباب مفتوحًا أمام رفع أسعار الفائدة في المستقبل. ومن المرجح أن يزيد احتمال قيام البنك المركزي البريطاني برفع سعر الفائدة في شهر أغسطس، إذا  قام أكثر من عضوين من لجنة السياسة النقدية بالتصويت، أو على الأقل بالإشارة لرغبتهم في رفع أسعار الفائدة في بريطانيا.

والأمر الذي يمكن اعتباره يشكل الخطر الأكبر الذي يمكن أن يؤدي إلى مواصلة الجنيه الإسترليني لهبوطه السريع والمرعب هو قيام البنك المركزي البريطاني لبيان سياسة متشائم، مشيرًا إلى خفض التوقعات للنمو الاقتصادي البريطاني والتغيير المحتمل في توقعات التضخم حيث سيؤدي ذلك لتقليل الحاجة لرفع أسعار الفائدة. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى معاناة الجنية الإسترليني من مزيد من الألم.

وبالنظر إلى الصورة الفنية، يتحرك زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي بشكل هبوطي للغاية على الرسم البياني اليومي. ويمكن أن يتحول الدعم السابق عند مستوى 1.3750 إلى مقاومة قوية وهو الأمر الذي سيشجع الهبوط إلى مستوى 1.3500 و 1.3440 على الترتيب.

نتيجة الانتخابات الماليزية تصدم الرينجت في السوق الخارجية

هبطت السندات الماليزية وتلقى الرينجت الماليزي العقاب، في أعقاب الفوز الساحق للمعارضة في الانتخابات العامة في البلاد. وكان مهاتير محمد، الذي سيصبح أكبر زعيم منتخب في العالم حيث يبلغ من العمر 92 عامًا، قد حقق فوزًا غير متوقع أمس الأربعاء متغلبًا على الائتلاف الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق، والذي يحمل اسم تحالف باريسان الوطني.

ومن المؤكد أن نتيجة الانتخابات كانت مفاجأة للمستثمرين الدوليين، ولاسيما وأنه لم يكن متوقعًا أن الائتلاف الحاكم الذي يرأسه نجيب عبد الرزاق سيتعرض لهذه الهزيمة الصاعقة والقوية.

ومن المرجح أن تكون هناك فترة من زيادة الغموض والضبابية في ماليزيا في أعقاب النتائج المفاجئة للانتخابات. ومن المنتظر أن يشكل الغموض السياسي الداخلي تهديدًا للعملة الماليزية الرينجت، ويمكن أن تجد السوق الداخلية نفسها معرضة للخسائر عندما يعاد فتح السوق كما هو متوقع في بداية الأسبوع القادم. 

وسيكون من المثير للاهتمام مشاهدة كيف سيقوم المستثمرون الدوليون ووكالات التصنيف الائتماني بالتفاعل مع التطورات التي حدثت في ماليزيا. وكان الزعيم الجديد قد وعد بإلغاء ضريبة السلع والخدمات المثيرة للجدل والتي تم فرضها قبل سنوات في ماليزيا، وعلى الرغم من أن هذا الإجراء سيؤدي إلى تحسن المعنويات على الصعيد الداخلي نتيجة لأنه لن تتم إضافة الضريبة بعد ذلك على السلع والخدمات، ولكنه يحمل أيضًا بين طياته مخاطرة بتناقص دخل الحكومة.

انخفاض الدولار الأمريكي قبيل مؤشر أسعار المستهلكين بالولايات المتحدة

تراجع الدولار الأمريكي من أعلى مستوياته في عام 2018 اليوم الخميس بعد أن شارك المستثمرون في نوبة من جني الأرباح قبيل تقرير التضخم في الولايات المتحدة والمقرر أن يتم الإعلان عنه بعد ظهر اليوم.

ومن المتوقع أن يسجل مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفاعًا بنسبة 2.5% في شهر أبريل، في حين من المتوقع أن يظل التضخم الأساسي كما هو بدون تغيير عند 2.1%. ومن المرجح أن تزداد قوة الحجة المؤيدة لرفع أسعار الفائدة الأمريكية إذا جاءت أرقام التضخم أعلى من توقعات السوق.

وبالنظر إلى الصورة الفنية، يتحرك مؤشر الدولار بشكل صعودي قوي على الرسم البياني اليومي. ويتم تداول الأسعار فوق المتوسط المتحرك البسيط لمدة 90 يومًا في حين أن مؤشر الماكد قد عبر إلى الجانب الصعودي. ونظرًا لأن الفرق في أسعار الفائدة يستقر في مصلحة الدولار الأمريكي، هناك مجال لأن تسجل الأسعار مزيدًا من الارتفاع بل وتحدي أعلى مستوياتها في عام 2018. ويمكن أن يؤدي الاختراق والإغلاق اليومي فوق مستوى 93.20 لتشجيع ارتفاع المؤشر إلى مستوى 93.50 و 94 على الترتيب.

عملات الأسواق الناشئة في مأزق

يبدو أننا مقبلين على أسبوع تداول بائس لعملات الأسواق الناشئة، والتي سقطت ضحية لارتفاع الدولار الأمريكي وتصاعد المخاطر الجيوسياسية. ونظرًا لأن الدولار الأمريكي يوشك أن يسجل مزيدًا من الارتفاع وسط توقعات رفع أسعار الفائدة الأمريكية والغموض الذي يقلل من شهية المخاطرة، يمكن أن تتعرض معظم عملات الأسواق الناشئة لمزيد من المخاطر الهبوطية.

العملات تحت المجهر - زوج اليورو/الدولار الأمريكي

هبط زوج اليورو/الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في عام 2018 مسجلاً 1.1823 يوم أمس الأربعاء متأثرًا بارتفاع الدولار الأمريكي.

وصحيح أن زوج العملة قد استعاد بعضًا من خسائره صباح اليوم الخميس، ولكن التوقعات ما تزال هبوطية بشدة. وبالنظر إلى الصورة الفنية، يقوم الزوج بشكل مستمر بتكوين قيعان أدنى من القيعان السابقة وقمم أدنى من القمم السابقة على الرسم البياني اليومي. ويمكن أن يتحول الدعم السابق حول مستوى 1.1900 إلى مقاومة قوية وهو الأمر الذي سيشجع هبوط الزوج إلى مستوى 1.1810 و 1.1770 على الترتيب. وعلى العكس من ذلك، فالاختراق فوق مستوى 1.1900 يمكن أن يؤدي لارتداد فني يدفع الأسعار للارتفاع مرة أخرى نحو مستوى 1.1970.

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.